حرب يوم الغفران اكتوبر ٧٣ .. نصر سريع كاد ان يتحول لهزيمة

حرب أكتوبر 1973

في صباح السادس من اكتوبر عام 1973 شن الجيش المصري هجوما مباغتا على خط بارليف وتمكن من احتلاله والتغول في عمق سيناء حتي مسافة 10 كيلو حسب الخطة الموضوعة وقتها وهي اقصي مدي لصواريخ الدفاع الجوي لتوفير مظلة حماية امنه للجيش , وكانت تلك خطة الفريق اول سعد الدين الشاذلى , حاولت اسرائيل الدفع بطائراتها لقصف المطارات المصريه في الدلتا ليتسني لها ضرب القوات الارضيه علي الجبهه وتعاملت معاها الطائرات المصريه بمساعده الدفاع الجوي وتلك المعركه مشهورة باسم معركه المنصوره دمرت عددا من الطائرات الاسرائلية وانسحبت الباقي وعادت اسرائيل واطلقت طائراتها مره اخري لتغير علي تشكيلات الجيش المصري على الموجودة على خط الجبهه ولكن مظلة الصواريخ المصرية تعاملت معاها واسقطت الكثير من الطائرات الاسرائلية مما دفع العدو للانسحاب ومنع التحليق قرب منطقة قناة السويس , دفع العدو بلواء مدرع بقيادة عساف ياجوري لدحر القوات المصرية ولكن قام الجيش المصري بعمل كمين للواء المدرع وتم تدميره تماما واسر قائده وكانت الامور تمضي بسلاسة نحو النصر على حسب الخطة الى تدرب عليها الجيش.

قرار سياسي تسبب في خطأ استرتيجي فادح


طلب الرئيس السوري حافظ الاسد من انور السادات تطوير الهجوم في سيناء لتخفيف الضغط على الجانب السوري وطرح السادات تلك الفكرة ولقت معارضة شديدة من جانب الفريق اول سعد الدين الشاذلى رئيس الاركان صاحب الخطة العسكرية والعقل المدبر للهجوم المصري وكان اعتراضه تتلخص بان العدو سوف يرصد القوات المصرية بمجرد تطوير الهجوم فسوف تخرج من مظلة الحماية الدفاع الجوي وستصبح هدفا سهلا للطائرت الاسرائلية وان الخطه الموضوعه لم يكن فيها خطه تطوير الهجوم لضعف سلاح الطيران المصري وعدم وجود مظله دفاع جوي متحركة توفر الحماية للقوات من الطيران الاسرائيلى , اقتنع السادات ووزير الدفاع المصري وقتها ولكن مع الحاح الجانب السوري تم اخذ قرار سياسي خاطئ وشديد السوء بتطوير الهجوم للاستيلاء على المضايق في سيناء وتم تنفيذ القرار بغباء في النهار اذا كان العدو قد اكمل تعبئة الجنود والاليات في سيناء وتم تحصين تلك القوات المتواجده في المضايق بالدفعية الثقيلة مزودة بقذائف بعيدة المدي والعدو كان يتوقع هذا التحرك , تحرك نسق من الجيش المصري نهارا باتجاه المضايق لاحتلالها وبمجرد خروج هذا النسق من مظلة الدفاع الجوي رصدته قوات العدو فارسلت الطائرات التي اغارت على هذا النسق بدون اي وسائل حماية لقوات المشاة والدبابات وقامت المدفعية الاسرئلية الثقيلة بقصف القوات المهاجمة قبل ان تصل واشتبكت الدبابات الاسرائلية بمسانده المدفعية والطائرات ضد الدبابات المصرية التي ليس لها اي مساندة جوية او مدفعية وتسببت تلك العملية بخسارة 250 دبابة مقابل 20 دبابة للعدو وانسحب الجيش عائدا الي خط الجبهه تحت حماية المظلة ولتعويض النقص والخسائر تحركت وحدات كانت مكلفة بحماية نقطة الدفسوار الى الامام تاركة النقطة بدون حماية وتلك النقطة الدفسوار كانت معلومة لدي الجيش الاسرئيلى كراس كوبري فهي اقصر نقطة عبور من الضفة الشرقية الي الضفة الغربية.

جسر جوي ودعم استخباراتي هائل لاسرائيل


اقامت الولايات المتحده جسر جوي هائل لدعم الجيش الاسرائيلى على الجبهتين والذي بلغ نحو 22 الف طن من المعدات والدبابات الحديثة والطائرات الحديثة بطائريها الامريكان وسمح ايضا لاسرائيل بفتح مخزن الاسلحة الاستراتيجيه التي اقامته الولايات المتحده في اسرائيل تحسبا لاي حروب.


و اقعلت طائرة بلاك بيرد الامريكية من حاملة الطائرات الموجودة قباله سواحل اسرائيل والتي ارسلتها امريكا لحماية اسرائيل فوق سيناء واكتشفت ثغره بين الجيشين الثالث والثاني وارسلت تلك المعلومات الى الجانب الاسرائيلى الذي كان ينتظر تلك المعلومات.

الثغرة


حدث خلاف بين قادة الجيش الاسرائيلى على استغلال الثغرة والعبور منها لتطويق الجيش الثالث الميداني للضغط على مصر من اجل ايقاف الحرب واتنهي الراي برفض جولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان المخاطرة بالعبور من الثغرة حيث ستكون الخسائر الاسرائيلية كبيرة ولم يلتزم شارون بتعليمات وزير الدفاع واسرع بفرقته الى الثغره وتمكن من عبور الضفة الغربية لقناة السويس فقابله لواء مشاه ميكانيكي مصري تمكن شارون من تدميره بعد ان تحرك هذا اللواء بناء على معلومات مغلوطه بوجود 7 دبابات اسرائلية فقط وكان ليواجهه فرقة مدرعه بالكامل تدعمها كتيبة مظلات اسرائلية , وانطلق شارون تجاه مدينه السويس لاحتلالها ولكن تصدت لها كتيبه صاعقه وكبدته خسائر فادحة ومنعته من دخول المدينه ولكن شارون احكم حصاره علي السويس من الخارج.


فكرة الشاذلي لتصفية الثغره


اقترح رئيس الاركان سعد الدين الشاذلي سحب نسق من الجيش المصري يبلغ نحو 3 فرق من سيناء وارسالهم الى منطقة الثغره والتعامل مع القوات الغازية ولكن انور السادات رفض سحب القوات من سيناء كما رفض حسني مبارك قائد القوات الجوية تامين انسحاب الجيش جويا خوفا من فرار الجنود وترك معداتهم ومن الاحتكاك بطائرات العدو التي ستحاول قصف الفرق المنسحبه الي الضفه الشرقيه , كثفت اسرائيل طلعاتها الجوية فوق منطقة الثغره لتامين عبور فرقة مشاه اخري وبالفعل استطاع الطيران الاسرائيلي تحجيم تحركات الجيش المصري في منطقة الثغره وفي هذه الاثناء عبرت فرقة اسرائلية اخري بقيادة الجنرال دان الي الضفة الشرقية متجها لمحاصرة الجيش الثالث الميداني وعلى الرغم من بطولات الصاعقة لوقف تقدم العدو اصبح لدي العدو فرقتين تضم 7 الوية مدرعه وكتيبة مظلات استطاعت تطويق الجيش الثالث الميداني وحصاره وبذلك احكمت اسرائيل قبضتها على 50 الف جندي مصري وكان بينها وبين القاهرة 100 كيلو فقط.


وقف اطلاق النار ومفاوضات الكيلو 101


طلب السادات من السوفيت التوسط لدي اسرائيل وامريكا لوقف اطلاق النار وبدات بعد ذلك مفاوضات تسمي بالكيلو 101 لفض الاشتباك بين الطرفين برعاية الولايات المتحده والقوات الدولية واثناء تلك المفاوضات اشترطت جولدا مائير فك الحصار البحري المصري عن باب المندب لعبور السفن الاسرائلية المحملة بالنفط الى ميناء ايلات مقابل السماح بامدادت غذائية للجيش الثالث المحاصر واطلقت تصريحا شهيرا "لن ينال اي فرد في الجيش الثالث لكسره خبز واحده اذا لم تعبر السفن الاسرائلية من باب المندب " اضطر السادات لفك حصار باب المندب.


للاسف مصر ضيعت انتصاراها في الضربة الاولى بسبب تدخل سياسي في قرارات عسكرية صرفه والمسؤول الاول عن تلك الاخطاء كان انور السادات بصفته القائد الاعلي الذي بقرارته الغير مدروسة اوقعت الجيش المصري في اخطاء ساذجة وفادحة استغلها العدو وكان يجيب تشكيل لجنة لمعرفة الاخطاء ومحاسبة المخطئين.


نتيجة الحرب


انتهت الحرب بين الطرفين بوقف إطلاق النار والفصل بين القوات بواسطة قوات اممية وتكبد كلا الطرفان خسائر كبيرة بالمعدات والافراد وان كان النصيب الاكبر من الخسائر في طرف اسرائيل واهم نتيجة لهذه الحرب هو البدء بمفاوضات سلام بين الطرفين ادت لاسترجاع مصر سيناء من اسرائيل بوساطة امريكية في منتجع كامب ديفيد ترجمت بعد ذلك لاتفاقية السلام المعروفة باتفاقية كامب ديفيد عام 1979.


المصادر


مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان القوات المسلحة ابان حرب أكتوبر والعقل المدبر للهجوم المصري وصاحب خطة الحرب الأساسية