من هو الكافر الوحيد الذي يخفف الله عنه العذاب بسبب مولد النبي؟


من هو الكافر الوحيد الذي يخفف الله عنه العذاب بسبب مولد النبي؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك خلال حديثه عن مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

وقال علي جمعة، خلال برنامج «من مصر» على شاشة «سي بي سي»، إن العباس عم النبي رأى في المنام أبي لهب فسأله ماذا فعل الله بك، فأجابه الأخير أن الله يخفف عنه العذاب كل يوم إثنين لفرحه بيوم مولد النبي ﷺ، مبينا: “أخذ العلماء من رؤية العباس إن الله يجازي الكافر بالتخفيف كأنه بيطبطب عليه إكرامًا لسيدنا النبي ﷺ، فما بالك بالمؤمن لو فرح بمقدمه”.

وأكد الدكتور علي جمعة، أن المصريين خصوصًا والمسلمين عامة يحتفلون في شهر ربيع بمولد النبيﷺ، مشيرًا إلى أن العلماء أخذوا من كل ذلك أن يوم المولد النبوي يوم شريف من أيام الله، وأن الله قد من علينا بنعمة تستوجب الحمد، ويحتفلون به عامة ورسميًا.


فيما بين الدكتور علي جمعة أن سيدنا رسول الله ﷺ حلى الظاهر والباطن؛ فيجب علينا أن نحلي ظاهرنا بالطاعات، وأن نحلي باطننا وقلوبنا بالمعاني السامية، ومن تلك المعاني التي أمر بها رسول الله ﷺ التوكل على الله حق التوكل، وقال: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما تُرزق الطير تغدو خماصًا، وتروح بطانا» «تغدو» أي تخرج في الفجر، في بداية النهار وهي جائعة، «خماصا» أي جائعة، «وتروح» يعني في الرواح، يعني بعد ذلك في المساء «بطانا» لأن الله سبحانه وتعالى رزقها؛ لأن الله ما خلق خلقًا وتركه، وإنما يرزقه بما فيهم ابن آدم، وأخذ العلماء من ذلك أن التوكل شعورٌ قلبي يتعلق فيه الإنسان بربه، وأنه هناك فرق ما بين التوكل والتواكل، والفرق بينهما فعل الأسباب؛ فلو أنك فعلت الأسباب، وتوكلت على الله فهو حق التوكل، أما إذا تركت الأسباب فهذا تواكل، ولم يخلق الله سبحانه وتعالى الدنيا إلا وخلق فيها الأسباب، حتى قالوا: الفلاح يُلقي الحب، ثم يدعو يقول: يا رب؛ فإذا لم يلق الفلاح الحب في حقله لا يخرج الزرع، حتى لو جلس يدعو كثيرًا، ويكون هذا الإنسان يعني مستحقًا للسخرية والضحك كيف أنك لم تزرع، ثم تريد أن تحصد؛ فمن جد وجد، ومن زرع حصد، ولكن من لم يزرع فلا شيء له.


وشدد عضو هيئة كبار العلماء: ترك الأسباب جهل، ولكن الاعتماد على الأسباب شركٌ بالله، هذه هى حقيقة التوكل أنك لابد عليك من فعل الأسباب، والنبي ﷺ لما خرج إلى أحد خالف بين درعين، وهو الذي عصمه الله من الناس، ووعده أن أحدًا من الخلق لا يستطيع أن يصل إليه، وأن يقتله، ولكنه مع ذلك اتخذ السلاح المناسب للوقت المناسب، خالف بين درعين وهو سيد المتوكلين، إذن فالعمل والسعي هو الأساس الذي نستطيع أن نصف به الشعور القلبي في التعلق بالله سبحانه وتعالى بأنه من قبيل التوكل، أو أنه من قبيل التواكل.